والأشغال التي يقوم بها أود معاشه ويقوم بشكر الخالق الأكبر الكفيل بدفع ما لم يقدر عليه من المهمات والملمات العظام فيا بني الأوطان ولا أريد العموم لقد جئتم شيئاً إدّا ما هذه النفرة وتفرق هذه الكلمة هل تأمركم أحلامكم بهذا أم اتخذتم التحاسد والتباغض ديدنا أم سولت لكم أنفسكم حتى تخلل بينكم ذوو البطالة والجهالة بسوء أعمالهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً فلو صفت منا السرائر وأخلصنا الضمائر وتركنا العجب والكبر والحقد والبغضاء ومالت القلوب لبعضها ظاهراً وباطناً وخدمنا الوطن بأهله وأدينا ما تطالبنا به الشرائع والقوانين فلا ريب كنا تسنمنا ذروة سنام المجد والسعادة ووصلنا إلى ما وصل إليه غيرنا وزيادة وأدركنا ما أدركه أسلافنا الأقدمون الذين لم يزل ذكرهم حياً باقياً في صفحات التاريخ يشهد لهم بين أيدي
الإعصار بشامخ المجد ولم يزاحمنا الغير في أشغالنا وصنائعنا. فهذه الجرائد الوطنية كالأستاذ الأغر والمؤيد والآداب والفرصة وغيرها من جرائد فضلاء المصريين تنادي على إسماعنا بالنصائح غير مرة وترشدنا إلى أقوم الطرق وضربوا لنا الأمثال وحضُّونا على إدراك ما فيه المجد والشرف عاجلاً وآجلاً ولم يزالوا على مقاصدهم في خدمة الوطن عاملين بما يجب من عهد نشأتهم لم يتغير مشربهم ونحن لم نسترشد بهذه النصائح ولم نتعظ بهذه الزواجر بل لم يزد البعض منا على النظر في بعض الجرائد التي تصل إليه وينبذها ورآه ظهرياً ولم يدر ما استعمله أربابها فيها من القوى الفكرية والجسمانية لمقصد النفع العام والأتعاب التي كابدوها في الإنشاء والأوقات التي صرفوها من نفيس الأعمار ليلية أو نهارية كل ذلك في خدمة الملة والوطن (ليس إلا)