أن الفاضل الشيخ محمد بخيت قاضي إسكندرية قابلني وقال لي بلغني أن أبتعك يذكرون ويقولون أنت أنا فحلفت له أني ما قلت شيئاً من ذلك ومن هذه المناظرة يتحقق القارئ أن الأستاذ الجربي بريءٌ من القائلين بوحدة الوجود وأن الله حشو خلقه وأن الجواهر الفردة هي الله وإن كلاّ من المكان والزمان وما فيهما من العوالم هو الله وإن حقيقة الحق واحدة وهذه العوالم مظاهر لا حقائق لها إذ كل هذه مكفرات لا يقولها إلا مارق من الدين فإنه ينبني على هذه الأباطيل تعطيل الشرائع وتكذيب الكتب السماوية وتوجيه اللعنة إلى الله تعالى في مثل قوله خطاباً لإبليس وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين إذ ليس لإبليس حقيقة وإنما هو على زعمهم مظهر للحقيقة الإلهية المتوغلة في الأحدية وإذا قال الجهلة أن حقيقة الحق سبحانه وتعالى تجلت وظهرت في محمد فماذا يقولون في قوله تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم وقوله وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم وقوله وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وقوله ليس لك من الأمر شيء وقوله ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين وإذا كان لا اتصال ولأنفصال بين العبد وربه بل هما واحد في المكلّف ومن المكلّف وما معنى وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه والمخاطبون غير المخاطب وقوله أنّا خلقنا الإنسان من نطفة أفيكون خالقاً مخلوقاً ورازقاً مرزوقاً وعابداً معبوداً وطائعاً ومطاعاً وعاصياً ومعصياً وإلهاً وعبداً سبحانك هذا بهتان عظيم. وقد تمسك هؤلاء الضالون بأبيات في تائية ابن الفارض وكلمات من الكتاب المسمى بالإنسان الكامل المنسوب إلى
عبد الكريم الجيلي زوراً وبهتاناً وبعض عبارات نسبت لابن العربي