وكلهم قيد الطريق بالشريعة الغراء رجوعاً إلى قوله تعالى {قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببك الله} وقوله تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وقوله تعالى {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} وقوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وفراراً من وعيد ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} ومن زجره صلى الله عليه وسلم بقوله كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد. إذا تحققنا ذلك علمنا أن الطريق الموصل على الله تعالى فتحاً وشهودا هو طريق النبي صلى الله عليه وسلم. ما ذلك إلا التمسك بالكتاب والسنة وإجماع أئمة الدين فإن طرأ علينا أمر عرضناه على الكتاب ثم على السنة ثم على الإجماع ثم على القياس فإن لم نجده في واحد من هذه الأصول فهو باطل يؤيد هذا الأمر السماوي وهو أطيعوا الله أي كتابه والرسول أي سنته وأولى الأمر منكم أي الأئمة العلماء وهم أهل
الإجماع فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله أي كتابه والرسوله أي سنته بطريق القياس وليس لنا طريق لمعرفة الحق من الباطل إلا هذه الأصول الأربعة وقد عرضنا عليها كثيراً من البدع المستعملة الآن فلم نجدها فيها ثم عرضنا عليها القول بوحدة الوجود فلم نجدها في كتاب الله ولا في سنة رسوله فتكلمنا على القائلين بها في العدد الماضي وقد اهتم سماحة ذي الفضيلة السيد توفيق أفندي البكري بهذا الشأن وبحث فيه فوجد هذا القول اشتهرت نسبته إلى الفاضل الأستاذ الشيخ علي الجربي فاستحضره وجاء معه الشيخ محمد الخيامي قاضي مركز كفر الشيخ وبعض تابعيه وصادف أني توجهت لزيارة هذا السيد لما بيننا من المحبة فرايتهم هناك فقال السيد للشيخ علي تكلم فأخذ يسرد عبارة مؤداها إني أخبرته بكلام عن الشيخ الخيامي وأنه سأله عنه فأنكره فطلب