ووقفت عند حدود الله وعظمت الله وانتهيت عما نهى الله ولا طريق بعد هذا أبداً إذ ليس بعد الحق إلا الضلال - وقال إمام أئمة الصوفية على الإطلاق أبو القاسم الجنيد رضي الله تعالى عنه مذهبنا هذا التقيد بالكتاب والسنة وأفراد القِدم عن الحدوث وهجر الإخوان والأوطان ونسيان ما يكون وكان - وقال أبو بكر الشبلي المحبة ابتاع أوامر المحبوب واجتناب نواهيه ومع ذلك يجب الصدق والإخلاص وكتمان الحال مع بذل الجهد في المجاهدة لا توصل للمحبوب إلا بفضله قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا - وقال رجل لرويم البغدادي دلني على الطريق فقال ليس لك إلا بذل الروح وإلا فلا تشتغل بترهات المتصوفة. وقال الطريق يطلب بالله ويسلك لله ويوصل على الله وإلا فيمن يطلب الطريق بنفسه يسلك بها بسبيل البدعة - وقال أبو القاسم السندوسي هذا الطريق مبني على الغيرة لله ولرسوله صلى الله تعالى عليه وسلم فمن كان يعد نفسه في إعداد أهل
هذا الطريق وليس له غيرة على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم فهو دجال والغيرة لله تعالى ولرسوله هي الغيرة على حركة الأوامر الإلهية والنبوية أن تهتك ومن رأيتموه ينتصر لأبيه وجده وشيخه على الأوامر الشرعية فهو منافق مبتدع فاجتنبوه ولا تخالطوه - وقال العارف الشيخ علي القرشي الشهير بالعجمي من لم يكتف بالكتاب والسنة وإجماع الأمة فهو على الضلال - وقال أبو يعقوب إسحق النهر جوري وقد سأله رجل عن الطريق استعمل العلم وداوم الذكر وأنت إذا من أهل الطريق - وقال أبو عمرو محمد الزجاجي النيسابوري من انحرف عن جادة الظاهر فلا باطن