بدينهم وإنما عيبهم عند القسوس إنهم لم يسعوا في تنصير المسلمين ومعاكستهم فبئس ما يلتزمه هذا المؤلف من ذم قومه ومن أخذوا بدينه لدخولهم في جلد الإنسانية وعدم رضاهم بالتوحش الذي يسعى فيه. وهل سمع ذو روح أن المسلمين تعصبوا على أخوانهم الذين يعاشرون النصارى بالحسنى كتعصب هذا أو رموهم بنقص الدين لعدم سعيهم في إسلام النصارى كما يرمي هذا قومه بسبب تقاعدهم عن تنصير المسلمين. إن في ذلك لعبرة) ومن هنا يعلم أن المسلمين حتى الذين يعترفون باحتياج القرآن إلى التنقيح ويقولون لو كان رسولهم موجوداً لغير بعض أشياء لا يحبون الديانة النصرانية ولا يسمعون كلامها (هذا كذب يروج به بضاعته على من ينفقون عليه فإنه لا يوجد مسلم في الأرض يقول أن القرآن محتاج للتنقيح فإن من يقول ذلك لا يكون مسلماً وإنما لنفوذ كلمتهم يفترون هذه المفتريات كما يفترون أشياء كثيرة على نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم لا يسّلم العقل بوقوعها من طفل فضلاً عن أعقل العقلاء ولكنهم يسعون بهذه الترهات بين بسطاء أوروبا الذين لا يعرفون من الدنيا غير ما يسمعونه من القسوس فإنه يوجد فرق كبير بين عامي الشرق وعامي الغرب فإن الأول سريع التصور
قريب الفهم والثاني يأخذ بالتقليد الأعمى بلا بحث ولا تصور ولا يعترض بعقلائهم ونبهائهم فإنهم في معزل عما نحن فيه) ومن أصعب ما يوجد لتنصير المسلمين ما غرسه رسولهم في قلوبهم من اشارك من يقول بالتثليث فإنهم يبشعون من القواعد الأساسية النصرانية لأن المسلم يرى أن تثليثنا هو القول بتعدد الآلهة وكيفما حاولنا تفهيمه فإننا لا يمكننا صرفه عن هذا