يدعونهم إلى دينهم ويقيمونها برهاناً على صحته ولكنهم لا يجرأُون على دعواها فإن النار تكذب المدعي في الحال) وهذا القديس جرب أموراً كثيرة لتنصير المسلمين فلم ينجح كما أن القديس دومونيكوس ومن جاء بعده تبعوه في ذلك ولم ينجحوا. ثم من الجمعيات الدينية (المسماة كونسيل) جمعية اجتمعت في فينا سنة 1312 وقررت فتح جملة مدارس في باريس وسلمنكه واكسفرد ومدن أُخرى لتعليم اللغات الشرقية لإخراج المبشرين منها. وفي سنة 1345 دخل راهب على أكبر مسجد في القاهرة وطلب من سلطانها أن يتنصر ثم خطب خطبة شديدة أثرت في رجل كان نصرانياً وأسلم حديثاً فارتد ولم تفد شيئاً غير ذلك. وفي الأجيال الأخيرة استمر الجهاد القلمي وظهرت كتب كثيرة ومن نصارى الشرق والغرب ضد الإسلام ولا لزوم لتعدادها فإنها لم تفد أدنى فائدة. وقد سافر خلق كثير للدعاء للدين النصراني منهم هنري مارتان فإنه سافر بلاد العجم لتنصيرهم ولم ينجح والجمعية التي تأسست في مدينة بال من سويسره وسافرت لتنصير الشركس فصدر أمر القيصر سنة 1833 بإبعادها عن بلادهم خشية أن يقتل الشركس أهلها. ثم تكلم على جمعية تأسست في انكلترة سنة 1861 تحت عنوان ((جمعية المبشرين للمسلمين)) وهي التي جعلت قوتها ووجهتها تنصير المسلمين بالهند وغيره والأخبار الواردة عن هذه الجمعية مختلفة فإن أخبار كلكته ومدارس وبومباي تقول أن جعل المسلم نصرانياً من المستحيل أما أخبار البلاد الهندية الوسطى فإنه يقال فيها أن كثيراً من المسلمين تنصر ومنهم واحد اسمه خير الدين وقد صار مبشراً للمسلمين سبع سنين ثم عاد لدينه الإسلام بعد ذلك (وهذا كلام لا أصل