إلا يسمعون قول سيدنا موسى عليه السالم خطاباً للحق سبحانه {اتهلكنا بما فعل السفهاء منا} على أننا نعلم أن في كل جنس الأمين والخائن فلا تؤاخذ هذه الجموع الأمينة بالخونة الذين حملتهم ألفاقة على بيع مياه وجوههم سعياً خلف ثروة يحصلونها أو وجاهة يدركونها ولا طريق لهم إلا السعاية بما يسود وجوههم ويرفع النعل الخلقة الملوثة عليهم قدراً والغبي من يؤاخذ المصريين أو السويين أو الأجانب بفعل سفلتهم بعد علمه بأن فعل الخائن لا يضر الأمين المخلص {وإن ليس للإنسان إلا ما سعى} على أن الروابط التي بين الوطني والمستوطن كثيرة وكلها تدعو لحفظ نظام الاجتماع وتوحيد المعاملة من غير نظر للجنس وأقوى روابط المصري بالسوري اتحاد التابعية في العثماني منهم والعهود الدولية في الحماية الذي يعطى حكم انباع دولته الأصليين. فكل محب لحكومته من المصريين يلزمه تنفيذ أوامرها وحفظ عهودها وتأييدها بإجراء ما سنته من السير والمعاملة ومن سعى في مس حق من حقوق الذين تكفلت بالمحافظة عليهم فقد سعى في معاكستها وعصيان أوامرها فيجب علينا معاشر المصريين أن نعرف حقوق المعاهدات الدولية ونظهر مجد الأمة والحكومة بالقيام بما يؤيد ثقة أوروبا بنا ويكذب الإجراء وما نقلته الأخبار الكاذبة على الجرائد الأجنبية وهذا الذي يدعو إليه الأستاذ وينبه عليه وأن أرجف الإجراء بما ألجأهم إليه اشتعال نار الحسد في صدورهم وقد تنبهت الحكومة السنية لدسائسهم وعلمت ما وراء سعايتهم فلم تلتفت لمفترياتهم وأراجيفهم فإنها ابنه من أن تدخل عليها حيلة قوم يتجرون بالناف والأباطيل والأمة درست ما قدمه الإجراء من الدروس التضليلية فتحققوا تلونهم ونفاقهم وأعرضوا عنهم كل