مجله الاستاذ (صفحة 725)

مسجد ليفربول

وردت لنا هذه الرسالة من فاضل ماجد من أفاضل المصريين الذين يعلمون حقائق أوروبا ينبه بها الأستاذ على أمر يعلمه قال أيده الله تعالى.

ذكرتم في العدد التاسع والعشرين من جريدتكم التي هي لسان الحق ومنطق الصدق بل هي الواعظ للامة المصرية المخلص في نصحه في مقالة (هذه يدي في يد من أضعها) أن المسجد الموجود بليفربول هو مسجد سياسي بقصد نجاح الإنكليز في الاستعمار الشرقي وهذا بناءً على ما ظهر لكم من تلاعبهم بالمظاهر السياسية واحتيالهم لنجاحهم في أعمالهم ولكم العذر في الحكم على أمة هذه صفتها ولكني أعلم من شأن هذا المسجد أنه بني عن عزيمة صادقة من أخينا عبد الله كيليم وإخوانه ودليلنا على ذلك رسائله الطنانة الطاعنة فيما كان عليه هو وآباؤه وإقامة الحجج والبراهين القوية على صحة الدين الإسلامي وصدق صاحب الرسالة سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وناهيك بأقوال تنشر بلغة القوم في بلادهم وقد سمع صدى صوته في أميريكا فأسلم كثير من الناس وأخذت الأعداد العديدة من الأوروبيين تبحث في الدين الإسلامي وتراجع ما تعلم من صحة أدلته الواضحة على مفتريات قسوسهم التي يفترونها على هذا الدين القويم حتى صار البحث ديدنا لكثير من العقلاء وما نبه الأفكار إلا نشر القواعد الإسلامية بلغة القوم ولو كانت كتبنا بلغات أوروبا لرأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً إلا ترى كيف يكذب رجالهم علينا في السياسة تأييداً لإطماعهم فينا وصرفاً لأفكار أوروبا عن النظر في شؤُننا فكيف بالدين الذي هو الجامعة الكبرى والعروة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015