عامل. وقد شافهنا معترض بأن كثيراً من الكلمات الأجنبية لا يمكن ترجمتها لتداولها في الصناعة والاصطلاحات العلمية فأجبناه بأنه لم يقف على حقيقة موضوع المجتمع فإن القصد وضع كلمات عربية في مقابل الكلمات المتداولة على الألسنة أما ما يتعلق بأسماء الآلات والعقاقير فإن المجتمع يضع له مقابلاً أو تفسيراً ليحفظ في الكتب العربية ويترك هجر الأجنبي بالعربي للتداول وكرور الأيام لا أنه يريد
أن يغير كل كلمة أجنبية بكلمة عربية ويمنع استعمال الأجنبية دفعة واحدة فإنه يعلم أكثر مما تعلم من احتياج الشرقيين لاستعمال الاصطلاحات الأجنبية في الفنون التي انفردت أوروبا بالتأليف فيها. وبالجملة فإن هذا المجتمع سيكون أن شاءً الله تعالى مصدراً لفوائد لا يصل إليها الإنسان حال انفراده ولو أوغل في مطالعة الكتب وتعلم ما فيها فإن تبادل الجدل والمناظرة والبحث والاعتراض من أفاضل مختلفي القوى العقلية والعلمية يتولد منه علوم نافعة ونتائج لا يصل إليها المنفرد وهذا أعظم مقاصد المجتمع بل هو المقصد المحاط بكثير من الوسائل ولنا في هذا المجتمع رجاء وطني يرضاه وليس هو من باب التنبيه ولا من باب التحذير وإنما هو من باب رجاء السير على ما يضمن لنا ثقة المصري وغيره بمجتمعنا وهو أن يبعد عن الدخول في السياسيات سراً وجهراً وأن يحفظ الوصلة التي بينه وبين الأزهر المنير بعدم تعرضه لشيء مما هو من خصائص الجامع وسماحة شيخه وبهذا يمكنه أن يستعين بأشياخه في كثير من مواضيعه العلمية فإن أساسه مبني على العلوم الأزهرية وأعضاؤُه يكون معظمهم من الأزهر بين الذين يقدرون على التصرف في العبارات بالاستنباط أو القياس وإذا سلك هذا الطريق تمكن من القيام