-[657]-
السخرة وقد صير المصريين أرقا. فإنما تلد النساء المصريات ليكبر الغلام ويستحق الفرز فتبيعه الحكومة لأبيه بخمسين جنيهاً أو مائة وهذا عمل من أعمال الذين أسسوا جمعية عتق الرفيق فكأنهم جعلوا لها فرعاً وهو استرقاق الأحرار ليكون العتق عاماً لجميع الأفريقيين وماذا عليهم وقد وجدوا آذاناً مصغية وطباعاً متحركة بريح الأوهام. وقد رتب المرحوم الهندسة تقرير المكعبات اللازمة كل سنة وما يلزم لها من العمال وما يخص كل جهة وتعيين الوقت المناسب. ثم انتخب جملة من شبان المصريين وأرسلهم إلى أوروبا لتعلم علم الزراعةت واحضر منها بعض مهرة علم الفلاحة وتربية الحيوان وأشجار الفاكهة وتنظيم البساتين وخصص للتجربة أرضاً بشبرى وأرضاً ينبروه وجعل مع الأوروبين جملة من شبان مصر ليتعلموا العلم والعمل واحضر الآلات المستعملة في أوروبا وكان كثيراً ما يزورهم ويحثهم على العمل والثبات فيه. ثم احضر جماعة من سورية لتربية دود القز وتعليم المصريين ثم أخذ في استحضار حبوب وأشجار لتعودها على أرض مصر وهوائها فإن البلاد كانت تزرع القمح والشعير والفول ولعدس والحمس والترمس والجلبان والعصفر وفي الصيف الذرة الشامي والبلدي وبعض النواحي كانت تزرع الأرز والكتان والقطن البلدي فلما أحضر القطن الهندي قلت زراعة البلدي حتى تلاشت.
ثم أخذت التجارة في الانتشار وحضر الكثير من الأوروبيين للاستيطان والتجارة مع المصريين وحصل ارتباط كلي بين الفريقين فوضع المرحوم قانون