مجله الاستاذ (صفحة 667)

-[656]-

باشا رئيساً على أقلام الهندسة في ديوان المدارس. ثم حضر بعد ذلك موزيل بك الفرنساوي لعمل حوض المراكب بليمان اسكندرية فذاكره المرحوم في عمل القناطر وأمره بعمل رسم لما يراه وبعد إتمامه الرسم أرسله به إلى مجلس الهندسة بفرانسا سنة 1256 وبعد إقرارهم عليه صار الشروع في العمل واستخدم فيه كثير من الأفرنج مع الوطنيين واستمر عشر سنين ثم انتقل الخديوي إلى دار البناء والرضوان سنة 1266 وكان قد تولى الخديوية ابراهيم باشا ثم عباس باشا الأول وكانت الخزانة المالية خالية من النقود فصرف موزيل بك عن العمل وأحيل إتمامه على مظهر باشا وقد بلغ مقدار ما صرف إلى سنة وفاته سبعة وأربعين مليوناً من الفرنك غير أهل البلاد الذين جمعوا لهذا العمل. وعندا حفروا أرضية الفرش لوضع الأساس وضعاً محكماً أدركهم النيل وهجمت عليهم المياه فأمر موزيل بك برمي الدبش في الفرش ولهذا السبب حدث خلل في الفرش بسبب مرور المياه من بين الدبش.

والذي حمل الخديوي على ذلك علمه أن فراعنة مصر ومن بعدهم من العجم والرومانيين والروم والعرب والجركس كانوا يوزعون أعمال الري على الأهالي فإنهم شركاء الحكومة في الفوائد ولا عبرة بتنديد بعض الأجانب على المرحوم في جمعه الأنفار إضافة للأعمال فإن ذلك تمويه على ضعفاء المصريين ولو كانت دولة أجنبية في محل محمد علي باشا وأيامه لصنعت جسور البحر وقواعد القاطر من الآدميين ولو كان عند محمد علي باشا من الثروة ما هو موجود الآن لأراح الأهالي وصاغ بوابات القناطر من الذهب ولا يليق بالأجنبي أن يفتخر على محمد علي باشا بترك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015