مجله الاستاذ (صفحة 647)

امتحانهم على ديوان المعارف وهذا لا يرضاه أحد. الرابع. أنكم قلتم في مادة الامتحان أنها أجنبية أو مدسوسة ففهم البعض أنكم تطعنون في هيئة المشيخة وحيث أن هذا كله مما يحتاج لبيان قدمت إليكم هذا طالباً كشف هذه الحقائق وتبيين الغامض منها وإلا فإن نيتكم الصالحة وخدمتكم الملة والوطن لا ينكرها عليكم أحد ولكم الفضل على ما تبدونه من الجواب الشافي.

الأستاذ أما طلبنا امتحان الراغب في القرآن والمتون فلم نرد به إلا خث الناس على تحفيظ أبنائهم القرآن لتتسع ملكاتهم ويفرقوا بينه وبين كلام المخلوقين وليعلموا مأخذ الأحكام منه والمعاني التي انطوى عليها فإن من لا يحفظ القرآن لا يفرق بينه وبين كلام النبوة بل ولا كلام الأفراد فإن الإنسان لا يمكنه معرفة ما لم يره من قبل فلو كان طالب علم لا يحفظ القرآن وسأله رجل عن عبارة ليست من القرآن فإنه لا يدري أن كانت قرآناً أو غير قرآن إلا بسؤال الحفظة أو مراجعة جميع المصحف وفي هذا من الإخلال بمقام العالم ما لا يخفى على أننا إذا أقللنا من حفظة القرآن فقد هدمنا ركناً عظيماً من الأركان الدينية فإن الأجنبي لا يريد منا ألا ترك القرآن وعدم الاعتناء بحفظه فعبارتنا حث على حفظه والمحافظة عليه لا قطع لطريق التعلم. وغير العربي يمكنه أن يكرره في المصحف المرة بعد المرة حتى ترتسم في ذهنه صور الآيات ويعرف النظم القرآني بحيث لو مر عليه بعد ذلك لأمكنه أن يفرق بينه وبين الكلام الأجنبي وبهذا يكون بعيداً عن قبول المدسوس لو كان في جهة لا

حفظة فيها ولا مصحف معه فضلاً عن أننا نرى غير المسلمين يحفظون أبناءهم الضروري من كتبهم فيخرج الطفل عارفاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015