التدريس في بلده والسعي في وظيفة من وظائف العلماء هناك وليس هذا من قبيل الطعن في طريق التعليم الأزهري ولا إنكاراً لفضل أشياخنا الذين برعوا فيه وانتهوا إلى درجة التأليف والاستنباط وإنما هذا من باب النظر في الانتقال من الحسن إلى الأحسن والنافع إلى الأنفع ولا فمنكر فضل الأزهر كمنكر نور الشمس في اليوم الصائف. وقد اقتضت الأحوال السابقة أن يكون التعليم على تلك الصورة وكانت أحسن ما يتخذ ويتبع أما وقد وصلت الأفكار على اتخاذ طرق أسهل وأقرب وأنفع للطالب فلم يبق إلا عرضها على الحضرة الخديوية الفخيمة والوزراء الكرام والعلماء الإعلام حتى إذا وقعت موقع القبول جرى العمل عليها أو إذا احتاجت لتنقيح أو زيادة أو حذف كانت أنموذجاً للنظر وأعمال الأفكار. أولا يلزم أن توزع طلبة الأزهر على المدارس المخصصة لطلب العلم كمدرسة السلطان حسن وشيخون وقلاوون ومحمد بك وكمساجد المؤيد وسيدنا الحسين والسيدة زينب والأشرف والغوري وغيرها مما يناسب وضع الطلبة فيه فإنه يوجد كثير من المدارس لها أوقاف حية تستغل ولكونها خالية من العلماء والمتعلمين لم يصرف من غلتها شيء على أهل الأزهر لمخالفة ذلك لشرط الواقف بل بقيت في خزينة الأوقاف فلو استعملت هذه المدارس كان أهلها ريع ينفق عليهم وعلى معلميهم فيعينهم على الطلب فضلاً عن دفع الضرر الصحي ثانياً. أن يجعل الأزهر مدرسة عليا لا يدخلها إلى من قضى ست سنين في المدارس التأهيلية فيتم علوم التفسير والحديث والأصول فيه. ثالثاً. أن ينظر إلى العلماء وقواهم في العلوم فيخصص لكل فن أو فنين علماء معينون