الأرضي ويغلب على معظمهم الفقر والحاجة فيكون المانع له من تغييره الثوب عدم وجود غيره عنده ولا يمتلك شيئاً يذهب به إلى الحمام ومع عدم تنبيههم على آداب الطالب في حضرة الشيخ يرى أكثرهم نائماً على وجهه في الدرس ويبقى كذلك ساعات ويستمر اليوم بعد الآخر حتى تنصب المواد في عينه فتضعف أو يذهب نورها فضلاً عن خروج هيئة قعوده عن حد الأدب. أما كيفية القراءة فإنها ضارة بالطالب من وجوه الأول أن الدروس تذهب في بطالة الشهور الثلاثة والجمع والأعياد ومولد السيد البدوي وسيدي ابراهيم الرفاعي والبيومي وسيدنا ومولانا الحسين وموت عالم ويوم المحمل وقطع الخليج ومرض الشيخ وعدم مطالعته وغير ذلك مما لا يكون عذراً في تأخير طالب قطع القفار وارتكب مشاق البحار آتياً من جاوة أوزنجبار أوسنار أو الغرب أو برنو أو اليمن أو الأناطول أو أفغانستان أو بغداد وما لهذا المسكين والموالد وماذا على الأشياخ لو قرأوا فيها ومن يقوم بنفقة من يأتي للتعلم إذا اضطرته حالة الأشياخ إلى الإقامة بالأزهر سنين. الثاني أن الطالب قد يحضر نصف الكتاب على شيخ ويتركه ويذهب إلى غيره مبتدئاً عليه من الثلث أو آخره وربما حضر كتاب كذا على هذا إلى آخر المقدمة ثم تركه وذهب إلى غيره يحضر عليه كتاباً أرقى منه من غير استعداد
إليه إذا لا رابطة يرجع إليها الطلبة ولا مفتش عليهم في الدروس وهذا من أكبر أسباب تأخرهم وعدم نجاح معظمهم. الثالث الشيخ الذي يقرأ للطالب قد رخص له في قراءة عشرين علماً فأكثر أو أقل فكأنه رخص له في المطالعة فقط إذ بتشتيت فكره في هذه العلوم واحتياجه