الكساوي المقصبة والنياشين المجوهرة والسيوف المحلاة إلى ذي الثوب الخلق من العلماء يسألونه جواباً عن معضل أو حلا لمشكل أو عملاً يقاومون به أو معملاً ينتفعون بما يعمل فيه هنالك يتبين الفضل ويظهر المجد وتعلم الرجال بالأقوال والأفعال. وقد قضى العلماء أدواراً في العالم ولهم في كل دور أعمال ومبتكرات مرت عليها القرون الطويلة التي ذهبت بأجسامهم وهي تحدثنا عن تواريخ رجالها وفضل أهليها فأفلاطون وفيثاغورث وبقراط وسقراط وجالينوس والناتلي وابن سينا والرازي والفارابي والكندي وابن رشد والجلدكي وجابر وابن عربي والسهروردي والغزالي والصولي والباقلاني والشهرستاني والكسائي وسيبويه والجرجاني والبيضاوي والعضد والطوسي والزمخشري والطبي وابن منظور والشريف الأدريسي والجوهري والفيروزابادي وغيرهم ممن صرفوا حياتهم الطيبة في خدمة العلوم وتنوير العقول وتوسيع دوائر العمران بمؤلفاتهم وتعاليمهم هم الآن بين أيدينا لم يموتوا مع فناء أجسادهم وبعد ما بيننا وبينهم. وقد وضعوا قوانين علمية جري عليها العالم الإنساني وما زاد عليها إلا شروحاً وحواشي دعته إليها الضرورة وهدته إليها تلك الأصول المقررة فقد فتحوا أبواب الاستنباط والقياس والابتكار فدخله الناس أفراداً واجتمعوا فيه أفواجاً فازدحم عليهم عالم المتعلمين ومن هذا الباب دخلوا إلى ساحات الاختراع والابتداع حتى زين العالم الأرضي بنتائج ما خطه العلماء من النقوش.
وفي هذه الأدوار لم يقتصر العلماء على القعود في محل التعليم منصرفين عن السياسات والإدارات بل داخلوا الملوك وخالطوا الأمراء وشاركوهم في الأعمال فكان