يوم السبت الماضي ركب الجناب الخديوي المعظم بالسكة الحديد يصحبه نظاره الكرام ماعدا سعادة تكران باشا متواجهاص إلى جرجا ليحضر افتتاح خطها الحديدي وقد أعد أهالي المديريات الخمس الجيزة وبني سويف والمنيا وأسيوط وجرجا الزين في جميع المحطات واستعدوا لمقابلة محبوبهم الأكبر وسيدهم الأفخر استعداداً لم يسبق له مثيل مع غيره واجتمع في كل محطة أهالي البلاد المجاورة لها ليقابله في مروره كل من في المديريات الخمس وأنه لاجتماع غريب وازدحام عجيب وقد اعتني المديرون والمأمورون والمعاونون ونظار المحطات اعتناء عظيماً وأخذت الاحتياطات اللازمة لمنع الغوغا وما يشوش الأفكار مما يلازم هذه الاجتماعات غالباً ولا نستطيع تفصيل هذه الاستقبالات لضيق هذه الجريدة وإضعافها معها عن كليات تلك الأفراح فضلاً عن جزئياتها صحبته السلامة غادياً ورائحاً ومسافراً ومقيماً.
قدمنا في أعدادنا الماضية أن المصريين يسوءهم ما يسوء الطائفة القبطية وأنهم متكدرون من الخلاف الحاصل بين حزبي البطريرك والإدارة ورجونا التوفيق بين المصلحتين وإعادة هذا الرئيس المحترم لأبنائه الذين أنهكهم الحزن على بعده عنهم وقد تحقق الرجاء وعاد إلى مصر يوم السبت 28 طوبة سنة 1609 فتلقته الطائفة تلقي الفرح والسرور واستقبله على المحطة الجموع الكثيرة فركب وعلى يساره سعادة محافظ مصر ومر