إليهن أي أنه إلى ساعة الدعاء التي هي بعد من الواقعة بكثير لم يصب أي لم يمل إلى النساء ولا هم بحبهن فضلاً عن القرب من الفاحشة. والنساء اللاتي قطعن أيديهن عند ما قال لهم الملك ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه فأثبت أنه كان منهن مراودة كما كان من سيدته فلما سألهن قلن حاشا اله ما علمنا عليه من سوء فإذا شهد الله تعالى ويوسف الصديق والطفل والمرأة وزوجها والنساء وإبليس على عصمته وبراءته من السوء كيف نحمل الهم على الفاحشة وهو تكذيب لهذا كله نعوذ بالله من ذلك. وأما ما قيل من أنه عليه السلام جلس منها مجلس الرجل من المرأة أو أنه هم بحل التكة أو أنه حل الهميان وجلس منها مجلس الخائن أو أنها استلقت له وجلس بين رجليها ينزع ثيابه وأن البرهان استحياء المرأة من صنم عندها فقامت لتستره فاستحيا من ربه أو أنه رأى يعقوب عاضاً على أصابعه ويقول له أتعمل عمل الفجار وأنت مكتوب في زمرة الأنبياء أو أن يعقوب ضربه في صدره فخرجت شهوته من أنامله أو أنه سمع صوتاً في الهواء يقول يا ابن يعقوب لا تكن كالطير يكون له ريش فإذا زنى ذهب ريشه أو أنه لم ينزجر برؤية يعقوب فجاء جبريل فركضه فلم تبق فيه شهوة فكلام لا يقوله إلا جاهل بمقام النبوة والرسالة متتبع للخرافات من غير بحث فيما تؤدي إليه ولو علموا أن ذلك يؤدي إلى تكذيب الله تعالى في الأخبار عنه بالعصمة والانصراف عن الهم لما تجرأوا على مثل هذه المفتريات التي أخفها يشين اقبح الفساق فضلاً عن نبي مرسل ولا يغرنك نسبة هذه الأقاويل إلى مثل ابن عباس وعكرمة وقتادة وسعيد وجعفر الصادق وغيرهم فإن مفتري الخبر مفتري النسبة ليروجه عند ضعفاء العقول كما لا يغرك وجود