مجله الاستاذ (صفحة 562)

فيه بشبه المعارضة علموا أن تلك الإجراءات التي سبقت كانت بسلب الغير حقوق مسند الخديوية واستئثاره بما يراه صالحاً لنفسه ودولته لا لمصر ولا للمصريين وعادوا لأنفسهم يتذاكرون فيما جرى من طرد الوطنيين من الخدمة واستبدالهم بأوروبيين أو أضداد المصريين وصرف النقود الكثيرة فيما لا يعود على البلاد بمنفعته وتوسيع نطاق اللغات الأجنبية في المدارس إماتة اللغة الوطنية واستخدام الأجنبي بالراتب الباهظ الذي لا يناله العظماء في بلاده وإعطاء الوطني الراتب القليل مسلماً كان أو قبطياً وإصدار الأوامر المختصة بالمصادر العالية من أصغر موظف أجنبي وسلب حقوق الإدارات الوطنية وجعل رؤسائها آلات يديرونها فيما يشاؤن وغير ذلك مما كان مدرسة كبرى للمصريين أحسنوا فيها دراسة الأحوال وكان أكبر منبه لهم على طلب حقوقهم تعصب أضداد المصريين الذين قبحوا كل عمل مصري وتطاولوا على أمرائهم وذواتهم بالشتم القبيح وزادوا في السفه إلى حد أن تطاولوا على السلطان الأعظم بعبارات بادرة وتهجين فظيع. وهذا الذي حمل المصريين على الفرح بمحافظة الخديوي على حقوقه ورجوعه إلى وجهة أجداده لعلمهم أن حقوقه هي حقوقهم في الواقع ونفس الأمر أفيكون فرح الأمة بسعي أميرها خلف حقوقه المقدسة تظاهراً عدوانياً وتهديداً للأمن العام كما يزعم المرجفون.

وليس تألم المصريين من الأجانب والأضداد لكونهم أجانب فإنهم يتبادلون الوظائف مع هذين القسمين من عهد المرحوم أفندينا محمد علي باشا ولا ينكرون فضل بعض

الأوروبيين السابقين في إصلاح بعض الإدارات وإنما تألمهم من تعصب هذين القسمين عليهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015