لا يفرق بينهم دخيل ولا يقطعهم عن بعضهم أجنبي فجاؤا من بعدهم وخالفوا سيرهم وحالفوا غيرهم وخدموا الأجنبي بمساعدته على التداخل في بلادهم بل على الاستيلاء عليها لا لعداوة بين الأمتين ولا الحرب جرت في الوطنيين بل برغيف يحصله الزبال وخرقة يملكها الشحاذ. وإن قيل إن جامعة الدين اضطرتهم قلنا إن عز الاستقلال بالوطنية خير من الإزلال بجامعة الدين فإن الأجنبي يغر الرجل منا حتى يوصله إلى غرضه ثم يلحقه بغيره عند تمام الاستيلاء ولا يعرف له حقاً غير خدمته ولا يفرق بينه وبين من غايره ديناً في الاستخدام والاستعباد. أنقول هذا وقتنا فنحصل به لذاتنا البدنية البهيمية ولا نبالي جاء المستقبل على أهلنا وإخواننا بالعز أو بالهوان. بئس ما يختاره الرجل لنفسه من أن يطعم لقمته مغموسة في دماء جنسه وإخوانه. أن البهيم ليدافع عن جاره فضلاً عن نوعه فكيف يرضى العاقل أن يكون أقل فضيلة من البهيم. إن كان هناك اعتقاداً بجنة ونار فتقربوا إلى الله بما يدخلكم به جنته وليس ذلك إلا بالبعد عن مساعدة الأجنبي على إخوانكم وإن كان الاعتقاد وجود الله وخلود النفس فقط أو لا رب ولا إله كما يقول الفريق المدني الأحمق فبيضوا صحائف التاريخ بمجد خالد وذكر جميل وإن كان لا اعتقاد رأساً ولا مجد ولا شرف وإنما هي بهيمة محضة تبعثنا الطبيعيات
فيها إلى ما لا تعلق للعقل فيه فيا سوء ما وصلنا إليه. وبالجملة فإن آخر الدواء الكي وقد بلغ السيل الرُّبى فإن رفاءنا هذا الخرق وشددنا إزر بعضنا وجمعنا الكلمة الشرقية مصرية وشامية وعربية وتركية أمكننا أن نقول لأوروبا نحن نحن وأنتم أنتم وإن بقينا على هذا التضاد والتخاذل واللياذ بالأجانب فريقاً بعد فريق حق لأوروبا أن