من حيث هو شقاق بين طائفة صغيرة يكفي في فصل القضاء بينها أحد العقلاء حرصاً على الجنسية والجامعة الوطنية وجبرا لصدع قلوب كلها فروع أصل واحد ولا نتكلم على الباعث الديني بأكثر من أملنا في التوفيق بين الفريقين وسد الآذان عن سماع الأصوات الأجنبية التي تحرك النفوس وتظلم القلوب وتدخل المجموع تحت كلية اتفقنا واختلفتم لو كنتم مثلنا لفعلتم فعلنا.
فيا بني مصر لم تبق قطعة في الأرض إلا والجرائد تنقل لكم أخبارها وتريكم أعمالها فإذا لم يكونوا أهلاً لاختراع كما قال لكم أحد الإنكليز فقلدوا عقلاء أوروبا في أفعالهم وكفاكم الاغترار بترهات المضلين واللياذ بالأجنبي الذي سلبكم ثوب المجد ولم يبق إلا أن يأكل لحمكم ويشرب دمكم غيظاً على أمة تدفعها الطوارئ إلى وهدة المصائب وهي قادرة على دفعها ولا تتحرك ولا حركة مذبوح. ليُعد المسلم منكم إلى أخيه المسلم تأليفاً للعصية الدينية وليرجع الاثنان إلى القبطي والإسرائيلي تأييداً للجامعة الوطنية وليكن المجموع رجلاً واحداً يسعى خلف شيءٍ واحد هو حفظ مصر للمصريين. أيكفينا من الثروة أن نرى أكبر تاجر منا لا تزيد ماليته عن عشرين ألف جنيه وإذا عددنا هذا القسم قلنا واحد اثنان فإذا انتهينا إلى التاسع وقفت بنا الأعداد، أما تتحرك الهمم الخامدة لفتح محال التجارة وشركات وطنية تجمع من سهام قليلة فتربح كثيراً وتفتح بيوتاً أغلقت أبوابها أو كادت أعجزنا عن مجاراة
الأمم حتى في هذا العمل الذي يقوم به الأميون والجهلاء الذين تبعثهم ضرورة المعاش إلى اتخاذ طرق الاتجار بالاتحاد. ألا تقدرون على عقد شركات تشتري أجزاء من أطيان الدومين أو الدائرة لتربحوا منها