الذي يهون على المسلمين ذلك كون كتبهم وخطبهم بلسان غير العربي والتركي أما وهم يرون الطعن في كتابهم بلسانهم منشوراً بينهم فإنهم لا يرضون ذلك وحجتهم أوضح من النهار ودنيهم معمول به في جميع الأقاليم نعم إن إنكارهما لا يؤثر شيئاً في ديننا ولا يعول عليه مسلم ولا يلتفت إليه إلا بوجه الغضب والنفرة ولكننا نطالبها بأدب الكتاب في مثل هذا المقام ومع محافظتنا على ما لهما من الفضل والنباهة نرجوهما سد هذا الباب حفظاً لما بين المسلمين وبينهما من المعاملة والعلاقات الودية وإنها لنصيحة من محب للأدب وأهله يخشى صدع القلوب بما لا جابر له.
سمير الأمير
رواية أدبية تاريخية كتبها ونمقها حضرة الفاضل سعيد أفندي البستاني وقد اجتهد في وضعها في قالب لطيف بقلم بديعي مع سهولة العبارة وبتصفح هذا الكتاب الأدبي رأيناه محشوا باللطائف والرقائق يعجب الأدباء نسقه ويسر الظالمين مضمونه. وقد سمعت من بعض الأدباء اعتراضه على المؤلف بأنه سبكه في قالب إنشاء جليل بألفاظ لغوية وكان عليه أن يجعله باللغة الدارجة فأجبناه بأن مثل قصة أبي زيد والزبير سالم وإبراهيم بن حسن وغيرها مما هو من خصائص العامة لا تكتب إلا باللغة الصحيحة العالية ومع ذلك لا يتوقف في فهمها أحد فكيف بكتاب يتضمن واقعة تاريخية يحرره رجل له اقتدار على الإنشاء في زمن قد مليء بالكتاب والمنشئين وبالجملة فإنه كتاب له من اسمه أوفر نصيب وثمنه ثمانية قروش مصرية يباع بمكتب المحروسة