مجله الاستاذ (صفحة 486)

صفو النفوس بتشريف الجلوس يدا ... كالبدر يعطى ائتناساً عند إهلال

فادخل بنا في تهانيه بموسمه ... وإن تعاظم فاسلك نهج إجمال

فليس تدرك بالتفصيل رونقه ... من عَدَّ للغيث قطرا عند تهظال

هذي المواكب للتبريك في جذل ... تسعى إليه لتشريف وإفضال

قد شاهدت في سرير الملك ذا شمم ... طلق المحيا وسيماً خير مفضال

يا بهجة القطر إذ عيد الجلوس به ... في اثر ميلاده وَافى كمختال

كأنه الزَّهرُ حيَّاهُ الحيا فغدا ... حَلياً على روضة غَناَء مِحلال

يا قربَ ما بين عيدين ازدهى بهما ... صفو الزمان مباحاً بين أجيال

شكراً لأول عيد جاَء مبتسماً ... عن بشر عباسنا الثاني سنا الآل

هذا الأبيُّ الذي أمضت عزائمهُ ... ما أدهش اللب من قول وأفعال

زند الشبيبة يوري رأي مكتهل ... منه ويهدي لرشد عند تسآل

فيه لرائيه إيناسٌ ومرحمة ... وكم لراجيه منه فوز آمال

حُلوُ الخليفة بسام لزائره ... مهذب الطبع مرقوق بإجلال

ماض إلى العدل لا يثنيه ذو غرض ... وليس يحلو لديه قول محتال

يولي الجميل نزيلاً حل ساحته ... من يرغب النهل يقصد خير منهال

كم من إياد له ضاء الزمان بها ... من بعضها العفو عن جانٍ ومغتال

وإن تخلق يوماً باسمه وجمت ... له الأسود وخافته بإذلال

لا يُرهِبُ الدهرُ منه إن عدا خلدا ... حلم كرضوى وقلبٌ فوق رئبال

مستحصف الرأي مرهوب الشّبايقظ ... صينت مباديه عن جور وإخلال

مولاي يا من به الآمال واثقة ... ومن به الحال باهى عصرنا الخالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015