من خمسمائة جنيه زائدة عن حاجتها أن تجاري هذا المحفل في فتح مدارس وطنية إظهاراً لخدمة الوطن لنسعى لصالح الوطن وبث العلوم في أبنائنا ونرجو أن يثنى عليها مستقبلهم الثناء الحسن الجميل.
إن حرية الأفكار الموجودة بمصر لا توجد بمملكة أخرى مهما ارتقت مدنيتها فإنك لو مشيت في شارع من شوارع أوروبا وقلت لا إله إلا الله محمد رسول الله لتناولتك الأيدي لكما وضرباً وضعفاً حتى ترجع عن مقالتك أو تموت ولو كتبت رسالة في الدين الإسلامي ونشرتها بين جماعة منهم لجهل ظلام الليل طريقك الذي سرت فيه إلى الآخرة ولكنك في مصر ترى أصحاب الأديان ممتعين بأديانهم والتظاهر بعوائدهم الدينية في أعيادهم وأمام موتاهم ولقد وصلت حرية البورتستانت وغيرهم إلى توزيع الأوراق الدينية على المسلمين في الطرقات والدكاكين ثم انتهت بتوزيع إحدى المبشرات أوراقاً على المجاورين في الجامع الأزهر من غير أن تعارض أو ترى ما يسوء هافان عدَّت أوروبا ذلك تسامحاً وتساهلاً من الحكومة ولطفاً وحسن معاشرة من الأمة فما لها إذا ذكرنا بيننا في بلادنا ترمينا بالتعصب أفلا نتمتع بالحرية التي تمتعت بها فإن كانت أعطيتها منا ساونياها فيما أبحناه وإن كانت جاءت بها من بلادها أخذناها عنها بطريق التقليد والمشابهة وما على علمائنا لو كتبوا كلمات في أصل العقيدة وطبعوها في أوراق صغيرة ووزعوها في المدن والقرى لانتفاع المسلمين بها مجاراة لعلماء البروتستانت والجزويت فيحسن التقاعد بعد ذلك لا والله أن المتقاعد بعد جد القوم لمن الغافلين.
نتقدَّم بين يدي حكومتنا المصرية بشكر دائم وثناء يليق بمقامها العالي على