مصر وتحفظ تاريخع الأيام ذي الدولة الوزير المصري الجليل مصطفى رياض باشا حفظ الله تعالى وجوده وأدام لكل مصري سسعوده. فهي ساحة احتفل فيها بالعيد الأكبر والمهرجان الجامع الذي أُعد لاجتماع أمراء المصريين وذواتهم وعلمائهم ووجهائهم ليشهدوا أفراح نجله السعيد النبيه النبيل المرشح لعوالي الرتب التي تفخر بارتقائه إليها الفاضل ذي السعادة محمود رياض باشا محافظ عموم قنال السويس حالاً أدام الله تعالى أيام سروره وجعل أوقات عمره المبارك أوقات أفراح وابنتهاج وكيف يغيب عظيم عن موسم جمع الأحباب ودعى إليه كل وجيه من المدن والقرى وشدا فيه بما ينعش الأرواح ويبعث الأفراح بلبل غصن الطرب معبد زمانه واسمحق أوانه الوحيد في صناعته وأدبه ولطفه عبده افندي الحمولي متصلاً صوته اللطيف بصوت صديقه الذي أعاد له فات من ضروبا لموسيقى وحرك النفوس برخيم صوته الشيخ يوسف خفاجة يساعدهمات على تفريح القلوب بصوتهما عودٌ غنت عليه الورُق وهو أخضر وغنيا عليه وهو يابس يكاد ينطقه بما يقولون فريدا عصرهما أحمد افندي الليثي ومحمد افندي عثمان ومن معهما من رجال تخت كادت ترقص ثريات الفرح طرباً بما يبديه. وقد رتبت الضيافة الوزيرية في ليال متتالية دعي لكل منها فريق من الناس وما أحسن ما صنعه هذا الوزير الجليل من توزيع سفر الطعام على بيوت جيرانه الذين ربما منعهم الحياءُ من مزاحمة الأمراء والأعيان في أمكنة الطعام. ولله ذاك المنظر البعج المحلي بأقمشة من صنع المصريين تمثل للناس شرفهم واقتدارهم على أحسن ما يتخذ للزينة والبهجة وتبكت الغافلين عنها بأنها تبقى في دكاكين صناعها حتى يطلبها مثل هذا الوزير