دخل العرب فبثوا فيهم العدل والعلم والفضائل والاكتسابات الزراعية والتجارية وفن العمارة وسائر الصنائع والحرف فعرفوا التمدن والسياسة المنزلية والمدنية وبالجملة ففضل العرب على سائر نوع الإنسان كفضل هذا النوع على سائر الحيوان لا يمكن جهله بل تجاهله لمن ضل سواء السبيل.
وقد كتب السلف من رجال الأمة العربية كتباً كثيرة في المسائل الاعتقادية والعلمية وتواريخ اسهبوا فيها الكلام على الحوادث التاريخية وما لأهلها من العوائد والأخلاق ولم يقتد بهم الخلف في ذلك مع انهم جديرون بنشر فضائل العرب والشريعة الغراء لتمام درايتهم باللغة العربية بل سكتوا فاسند الأمر إلى أهله وهم الفرنج الذين ظنوا معرفتهم أساليب اللغة العربية فأضاعوا فضائل العرب واخذوا يركبون متن العمياء ويخبطون خبط العشواء فكم من حكمة حولوها عن حقيقتها وكم من آية ترجموها على غير المقصود منها فشاعت الاباطيل المضرة بشباننا في دينهم وديناهم ولم أجد من المؤرخين نصدى لتبديد هذه المفتريات سوى العالم (ٍيديو) أحد مشاهير علناء الفرنج المولود بباريس في 23يونيو سنة 1808 الموافقة سنة 1223 هجرية فقد جمع في عشرين سنة تاريخاً في سفر من مؤلفات من يوثق بهم من العرب والفرنج وبث فيه الفضيلة المحمدية والمآثر العربية وأثبت ذلك ببراهين ادحض بها ما ادعاه المبغضون من نسبتها إليهم فتحوَّل الناس عما رسخ في أذهانهم وأخذوا يقدرون الكتب العربية وعلماء العرب حق قدرهم وظهر فضل العرب لدى الفريج وانشؤا في ممالكهم مدارس لتعلم اللغة العربية وأخذوا يسارعون إلى حياة الكتب العربية في سائر الفنون والمعارف ويبذلون فيها النفيس ولم