بالتبكيت فهو يذك نفسه ويعيبها بما هو فيها فغنه مرآة أخيه فما ترآى له في ذات أخيه فهو في ذاته ولكن انحدارنا مع تيار التفاخر بالأوهام وحط بعضنا على بعض واستواء جاهلنا وعظيمنا وحقيرنا في خداع كلٍ صاحبه ومنافقة رفيقه بقدر حاجته وامتلاءُ القلوب بتمنى زوال نعم بعضنا ابعدنا عن شاطئ المصلحة الشرقية فنحن غرقى في اوهامنا التي نظنها علماً وفضلاً وحكمة ونبلاً ننتظر رحيماً ينشلنا أو شرقة تقتلنا فننزل إلى قاع بحر الضياع طعمة لحيوان أو رجوعاً إلى العدم. ولا يتعجلن معترض بالطعن في هذه الأفكار قبل أن يتأمل فيها فما زرع هذه الضغائن إلا سرعة الاعتراض بغير حق وتصدى هذا لتزييف كلام ذاك ودعوى فلان أنه أعلم من فلان تسلط شرقي على أخيه لتنمو ثروة غربي أو تعلو كلمته فهذه أجناسنا الشرقية لم تجتمع للإقامة في إقليم اجتماعها في مصر وقد اختلفت مقاصد الوافدين والنازحين في أسباب أعمالهم واتحدت وجهتهم في التماس الرزق او التدرج إلى تملك ما بيد المصري من عقار ومزارع ولكنها لم تحسن المعاملة مع بعضها واتخذت المغالبة على سلب حقوق المصري وسائل لمقاصدها فالتاجر التزم الغش والخيانة والكذب والخداع تحايلاً على رواج تجارته الرديئة. والمرابي لخيانة والغدر والتزوير طريقة لنزع ما بيد المصري من أثاث وعقار فابتدأ أمره بدارهم معدودة وانتهى بتحايله إلى قناطير منضودة وقد التزم طرق الحية فهو وطني مالان معه حاكم وطني وساعده على نهب الفلاح وتفليسه
وأجنبي أن ظهر غشه وغدره يحتال لسلب الفلاح بالمحاكم الأجنبية التي لا يدري الفلاح شيئاً من أصولها والمستخدم في