صدقه الكلي فإن ما يوجب الاحتيال وقائع يندر حصولها فلا تؤثر عادة المرء التي رفعته بين قومه والمطلوب عنه هو استعمال الكذب لقضاء الأوطار به أو لغش الناس أو لإيقاع الفتن والبغضاء بينهم أو لإفساد طائفة أو غير ذلك مما هو قبيح عند كل إنسان. وإياك أن تسرق دفاتر اخيك أو قلمه أو دواته أو شيئاً مما يختص به فإن اقبح عيوب الإنسان السرقة واللصوص إنما الفت السرقة
بالتعود والانتقال من سرقة البيضة إلى سرقة الفرخة ومنها إلى الخروف إلى الثور إلى الهجوم على البيوت فطهر نفسك من هذه الرذيلة وعودها على الأمانة حتى لو خانك إنسان في شيء فلا تخنه أنت لأنك استقبحت عمله وعلمت أنه نقص فيه فكيف ترضى بالقبيح والنقص بعد ذلك. ح. وإذا شتمني أحد أخواني ماذا أصنع. ن. أنت تعلم أن الشتم قلة حياء وبذالة لسان ولا يرضى هـ إلا الدون من الناس فإذا شمتمته في مقابلة شتمه فقد ساويته في رتبته وجرأته عليك وحرضته على التوسع في الشتم وافتراء القبائح إليك فالأحسن أن تسكت عنه سكوت حلم فإنك تخجله وتسكته عنك فإذا اعتذر إليك فبادر بالسماح وبش في وجهه والتمس له ما لا يلتمسه من الأعذار فإنك تأخذه أسير حلمك وتلطفك معه وتصيره حبيباً بعد أن كان عدواً فلا يعود لشتمك مرة ثانية حتى لو كنت في المدرسة فلا تبادر بشكواه إلى الضابط واستعمل الحلم معه أولا وثانياً فإن رجع فقد غنمته وإن استمر كان سفيهاً ينبغي أن يؤدي فارفع أمرك إلى رئيسك المتولي أمرك ودعه يؤدبه بما يشاء. وكما تكره شتم غيرك لك فإن الغير يكره شتمك له أيضاً فإياك أن تطيل لسانك على أحد أو تقبح عمل أحد بغير حق