مجله الاستاذ (صفحة 348)

بالنفرة وبث العدوة بين أفراد الأمم وانتهت العداوة إلى مساعدة دولة شرقية لدولة أوروبية على أمة شرقية مثلها لاستيلائها عليها وما تشعر أنها واقعة في حيالتها بالقومة وبالحيلة المالية ولهذا لا نرى اتحاداً بين ملوك الصين والهند ولا بين هؤلاء والفرس ولا بين المجموع والترك ولا بين هؤلاء والأفغان وبخاري ومراكش وزنجبار وبهذا التقاطع تمكنت أوروبا من التداخل بين ملوك تحسبهم جميعاً وقولوبهم شتَّى فبتقاطعهم صارت ممالكهم أجزاء صغيرة في قارتين عظيمتين فسهل الاستيلاء عليها واحدة فواحدة وكل ملك ينظر الحاصل لجاره ولا تتحرك همته لجمع الكلمة الشرقية أو الاتفاق الدفاعي. وكان لأوروبا اليد القوية في إفساد ملوك الشرق وإيقاع العداوة بينهم بالأكاذيب الموهمة حتى صيرتهم أشد عداوة لبعضهم من عدواتهم لها بل بتطلفها في الخداع والتمويه صارت محبوبة عند البعض من ملوك الشرق. وعلى هذه الأصول الأربعة بنت أوروبا قواعد ممالكها وبتربية الأمم تحت أحضانها على هذه المبادئ العظيمة تفرع عن هذه المدينة وتقدم العلم والصناعة واتساع العمران.

السبب الأول الفرعي

إطلاق حرية الكتَّاب في نشر أفكارهم بين الأمم لحياة أفكار العامة باحتكاكها في أفكار العقلاء وبهذه الواسطة ربى الكتاب الأمم وهذبوهم ونقلوهم من حضيض الجهل والخمول إلى ذروة العلم والظهور ووجدت الدول رجالاً مدربين لم تنفق في تربيتهم إلى ذروة العلم

والظهور ووجدت الدول رجالاً مدربين لم تنفق في تربيتهم درهماً ولا ديناراً وإنما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015