مجله الاستاذ (صفحة 345)

الملابس وأواني الأكل والشرب والبُسط والفُرش والآلات وأوراق الزيارة والمباني حتى على اعتاب الأبواب فلا يكاد يقع بصر إنسان على شيءٍ إلا وعليه هذه الصورة المقدسة ليكون الدين في فكر الواحد منهم في كل طرفة عين. ولعلمهم أن وحدة الدين إذا انضمت إلى وحدتي اللغة والسلطة قامت الملكة على أساس متين اهتموا بنقل الأمم الشرقية بطريق التدرج فلم تقهر فرنسا أهل الجزائر وتونس على ترك دينهم كما فعلت أسبانيا في مسلميها عند تغلبهم عليهم حيث الجامتهم إلى التنصر أو الخروج من البلاد وكذلك انكلترة لم تكره مسلمي الهندولا روسيا قهرت مسلمي طرغستان والتركمان وغيرهم ممن هم في حوزتها وإنما التزمت كل دولة أن تعمم لغتها فبهم وإن تفتح المدارس لتعليم الأبناء على أخلاق الأمة الحاكمة وتمنع تعلم الدين إلا مبادئ قليلة جداً تموه بها على ضعفاء الإدراك ليخرج المتعلمون فارغين من الدين فيسهل نقلهم لأي دين بعد فإن تعرضت أمة شرقية لذكر دينها ولو لم تكن محكومة بأمة أوروبية نودي عليها بالتوحش والخشونة والهمجية وقيل ان هذا تعصب ديني مع أن التعصب الديني لا يوجد إلا في صنع أوروبا ولكن القوة تقول للضعف ما تشاء. وقد اخطاء ملوك الشرق هذا الطريق واكتفوا بالفتوح أو التغلب على الغير وتركوه على معتقده كما كان يصنع قدماء المصريين والبابليين والفرس والهنود وغيرهم ثم جاء الإسلام فاكتفى من الناس بالأحذبه أو الاذعان لملوكه وعند ما نشر جناحيه في الشرق والغرب ترك أُمماً كثيرة على أديانهم المسيحية والموسوية والبرهمية والمجوسية والوثنية

وإعطاهم حرية التعبد من غير أن يتعرض لهم أحد من المسلمين وهذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015