مجله الاستاذ (صفحة 334)

ظنون الناس فيهم فمنهم من يقول أنهم من الماسون ومنهم من يقول أنهم يشتغلون بصناعتهم ويبيعونها نهاراً ومنهم ومنهم حتى قضوا تحت ستر الخفاء ثلاث سنين ثم انكشف الأمر عن عصابة حبست نفسها هذه المدة الطويلة لمطالعة كتب الأخبار والروايات وتعلم فن التشخيص والتمثيل وكلما استحسنوا رواية رتبوها ووزعوها عليهم وحفظوها وأعدوا ما يلزم لها من الأدوات من غير أن يشتروا شيئاً من الخارج حتى تم تثقيفهم وتمرينهم وظهر أمرهم للناس فصاروا يذهبون للتفرج عليهم وهم في أشغالهم الليلية فيجدون النجارين والحدادين والغنداقلية والنحاسين والخياطين والكندرجية والنقاشين وصانعي الشعور وغير ذلك ولما علم مشربهم واجتهادهم فيما هم فيه دعاهم إلى منزلة حضرة الهمام الكامل محمود بك خشبه ودعا كثيراً من الأعيان وفي مقدمتهم سعادة المدير وحضرة الفاضل رئيس محكمة أسيوط الأهلية فشخصوا بحضورهم رواية المعتمد ابن عباد وابتدؤا الاحتفال بتلحين السلام الخديوي وقد بهروا العقول بما أبدوه من حسن التشخيص ولطف التلحين حتى كأنهم تربوا في هذا الفن فامتدحهم سعادة الهمام الفاضل مديرنا سعد الدين باشا وحثهم على مداومة العمل فاتخذوا لهم محلاً يشخصون فيه من أول جمادي الأولى وحبذا لو اقتدى الناس بمثل هؤلاء واجتمعوا لإحياء صناعة أو اتخاذ حرفة غير ما كانوا فيه من خدمة أو صنعة فراراً من الفاقة وإظهاراً لاقتدار الشرقيين

على الأعمال ومجاراة للأوروباويين في تفننهم واشتغالهم بكل نافع مفيد.

الأستاذ. نتمنى لهذه الجمعية النجاح والتقدم ونثني على همتهم التي حملتهم على اقتحام عقبات التعلم بعد الكبر خصوصاً وأنهم يتعلمون فناً لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015