مجله الاستاذ (صفحة 320)

بالإيمان. سليمة من الخفقان. ثبتة ثبات رضوى. حافظة للسر والنجوى. ورأيت منهم كرماً يخجل الكرماء. ويقتل البخلاء. ويبهر الشعراء. ويذهل النظراء. ومرؤة بينها وبين غيرهم سدُّ ذى القرنين وبُعد ما بين المشرقين نزلت بهم وأنا مطلوب متعقب. خائف أترقب. فاحلوني محل الأهل والأحباب واسكنوني فيما تغلق دونه الأبواب. وصبروا عند توالي الاكدار. وثبتوا والعيون حول الدار

هم الأهل إلا أنهم اخلفوا الذي ... ولدت من الأصلين معه من الأهل

فلا غائب إلا عدو مرؤة ... ولا حاضر إلا صفا مورد نهل

خلائهم غر وحسن طباعهم ... تألف فيها ما يُحب من السهل

فكلهم في طلعة الدهر غرة_تضيءُ من الشبان للشيخ للكهل

وكل الذي تلقاه يأُبى مروؤةً_من الناس في كل البقاع أبو جهل

وقد كنت في نظام الكرام درّه. وفي وجه صنائع المعروف غره. فساعدت بالمال والحب والقماش. وتفقدت اخاك بضروريات المعاش. وواليت هذه الأيادي. وأنت تسأل عني الرائح والغادي. فلك الله يجزيك. بما يرضاه ويرضيك. فلسام الشكر لا يجد من الكلام. ما يؤدي واجب هذا المقام. فقد عظم الطَّول. فاعجز عن القول. وان سألت عني فأنا بخير وعافيه. وحالة رائقة صافية. بستاني قاعتي. وفكري في ساعتي (وكان قد ارسلها لإصلاحها) لا اجيله فيما يأتي به الليل إذا كنت في النهار. ولا اشغل ذهني بتوالي الخطوب والإكدار. ولا اتألم من طول المدة. ووقع الشدة. فاعتقادي أن الذوات مسيرة. والعمر سائح في الأمكنة والأزمنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015