من ملل الأخوان فقد توالت صلاتهم بعد ذلك هذا يعول المدني وذا يساعد المغربي وذا يبر الفيومي وذا يمد السبكي إلى غير ذلك مما يعلمه كلٌ عند ما كنت بجهته وامتلأت الدار علينا خيراً حتى بعث إلينا بالأطلس والحرير الملون للباس الحرم ولو جاز الإفصاح عن أهل المرؤة لذكرتهم رجلاً رجلاً والتاريخ أولى بتفصيل شؤُنهم من الجريدة. وهذه الرسالة بعد العنوان والمخاطب محب للآداب.
كتابي اعزاك الله والعنبر الأشهب طرسه. والمسك الذكي نقسهُ، والنضار الخالص قلمه. والؤلؤ الرطب كلمُه. ومنثور النجوم منظوم حرفه. وهالة البدر وقاية ظرفه. والبيان براعة
استهلاله. والمعاني تحوطه وفي خلاله. والبديع سائح في أقاليمه. والأدب بعض تعالميه. ثغره بسام. بجميل السلام. فما جمله بهذه الصفات. الا التحيات المباركات. بعثته سفير وداد. لا فارس جلاد. فإا صافح منك اليمين. وحلف على اخلاصه اليمين.
دعه يبيدي تحية من مشوق ... حافظ العهد ليس يعرف نكثا
لا يبالي إذا حفظت ولاه ... سالم الدهرُ أو تزايد خبثا
غير دانٍ من النفاق بطبع ... أخذ الجد في التعامل ارثا
يحفظ السر والإخاء وحاشا ... أن يداني لدى التحالف حنثا
فما خرّج هذا الكتاب من كنزه المطلسم. وفر من الثغر حين تبسم إلا وهو يعلم كيف يسير وإلى أين يصير. حتى وطالما طالبتني الطبيعة بشكل الصنعية وأنا أحيل على ائتلاف الروحين. وتجاذب القلبين.