مبينين موجب تحريرها ولا نذكر أسماء أصحابها وإن كان الوقوف عليها مما يهم القارئ فمن ذلك أني كنت مقيماً في بلد وخادمي وزوجته في بلد وقد رتبت له راتباً شهرياً فجاء عيد الأضحى ولم يبقى عندنا جبوب ولا أدام ولا نقود وثياب الجميع صارت خلقة وصرنا في ضيق معاشي شديد وقد كنت في برية المندورة (المنظورة) اسكن داراً في وسط الغيطان لا ساكن معي فيها ولا دور بالقرب مني بل اقرب عزوبة إليَّ بيني وبينها مسير نصف ساعة وكان عندي كلي يحرس الدار وفي بعض الأيام يكون عندنا بقرة تكون في الغيط وتأخرت عن البهائم أتركت لنحلبها صباحاً وقد جاءني تابعي وأنا في غاية الاضطرار وأخبرني بما هو فيه من الحاجة وقدوم العيد عليه فأخذت افكر في الأخوان ومللهم من طول المدة وربما داخلهم اليأُس من تفريج هذا الكرب فعدلت عن إرساله إلى أحد منهم وأخذ خرجه وعاد يخفي حنين ثم زارني الشيخ الصالح العالم الفاضل الشيخ أحمد. . . . وتذاكرنا فيما نحن فيه فذكرني بصديق لي شريف مصباحي ادريسي وقال أين أنت من أخيك فلان فقلت له أن الله تعالى جعله مخزن معاشنا مدة ثلاث سنين وقد واصل معروفه حتى استحييت أن اقبل منه شيئاً وكذا وكذا حتى حركني لكتابة هذه الرسالة فانشأتها وسلمتها إليه فلم يغب أكثر من يومين وجاءنا الفتح القمح والذرة والعسل والسمن والجنب والشيت والبفتة والنقود حتى القصب واليوسف افندي وامتلأت الداء علينا خيراً وبعث لتابعي ما يلزمه كذلك فاعجزني عن شكر هذه الأيادي ثم تبين لي أني مخطئ فيما فهمته