دخل مدرسة الأسر بما يراهُ من حسن انتظام التلامذة وترتيب الدروس ونظافة محال التعليم والمعلمين واقتدار الأساتذة على أداء وظائفهم بأحسن ما يطلب منهم واعتناء النظار بها الاعتناء الذي لا تقتصير فيه ولا إهمال ولقدم التلامذة التقدم الذي أرضى سيدهم وسر مولاهم وأعجب أميرهم حتى تمدح بهم وشكر عناية الأساتذة والنظار وقيامهم بما عهد إليهم وكان يتفقد أوراق التلامذة ودفاترهم بنفسه ويسأل كثيراً من التلامذة في العلوم ويقضي وقته وهو واقف مشتغل من مكان إلى آخر وكان يصبحه دولتلو البرنس فؤاد باشا وصاحب السعادة الهمام الفاضل أحمد مظلوم باشا السرتشر يفاتي وصاحب السعادة الفاضل الكامل محمود شكري باشا وينتظره في كل مدرسة صاحب العطوفة ناظر المعارف والأشغال الهمام العامل محمد ذكي باشا ولو اتينا على تفصيل هذه الزيارة الملوكية وما قدم فيها من الخطب والقصائد للأساتذة والتلامذة لاحتجنا إلى كتاب مستقل فمن القصائد قصيدة الفاضل الشيخ أحمد مفتاح أحد مدرسي دار العلوم الغراء وهي
زار العزيز فزارت السراءُ ... وافتر عن ثغر القبول رجاءُ
سعدت به دار العلوم كأنما ... أَلفت عصاها بيننا الجوزارُ
عباس مصر وابن بجدتها الذي_شرفت بنظم مديحه الشعراء
ملك له في كل نفس نعمة ... وبكل قطر مدحة غراءُ
ساس البلاد برأُيه ولطالما ... قعد الحسام وقامت الآراء
فكر ينظم في الرعية عدله ... نظم اللآلي فيه وهي ثناءُ
وحماسة هجعت بها أسد الشرى ... حذراً فلم تعبأُ بهن الشاءُ