الأهاجي الشخصية وفتح باب الاستيطان والمرور لمجاور ومعاهد وبعيد غير محارب وتبادل السياحة وتلقي المعارف بين الأمة ومعاهديها توسيعاً لنطاق الآداب والفنون وتعميم الأمن في أنحاء الوطن بضبط الوقائع والتضييق على الأشقياء واللصوص بالعقاب الشديد والتبصر ومراقبة أحوال الأفراد والالتفات إلى الأحزاب المضادة للوطن أو الدين أو السياسة وتبديد جموعهم أولاً فأولاً حرصاً على بقاء الملك وحفظاً للوحدة الوطنية من تجزيئها حول الأهواء والمقاصد المضرة أهلية كانت أو أجنبية.
وكل هذا لا يحصل بالتجمهر المجرد والتجمع البسيط إلا ترى أن هذا التجمع الخالي من المعارف لم ينفع فرانسا وانكلترة أيام مغالبة الرومانيين لهما واستيلائهم على المملكتين الأولى سنة 94 والثانية سنة 98 ولا نفع البروسية حين تغلبت عليها الطائفة التونيقية تحت رئاسة البرت البرند برغي سنة 1249 ولا أهالي اغرونلند حيث تغلب عليهم البرتوغاليون سنة 970 كما تغلبوا على الكاب سنة 1483. ولا أهل كندة (بريطانية الجديدة) حيث تغلب عليها البنادقة سنة 1498. ولا البرازيل حيث تغلب عليها الإنكليز سنة 1514. ولا بلاد الشيلي حيث فتحتها أسبانيا سنة 1514. كما فتحت بونس إيريس سنة 1515. وبلاد برغة سنة 1518. وبلاد المكسيك سنة 1521. وبلاد غوتيملا سنة 1523. وبلاد البيرو سنة 1524. وجزائر لوكيه وانتيلة سنة 1494. وبلاد كلومبيا سنة 1635. ولا نفع ايتاليا عند وقوعها في أيدي فرانسا ولا غير هذه من الممالك شرقية
وغربية فإن كثرة العدد مع فقد النظام والعُدد لم يفدها غير الدمار.