عالماً بثارات الدول معهم وارتباطهم بغيرهم محيطاً بالفروع التي تفرعت من جنسيته والأقطار التي حلت بها باحثاً فيما يحفظ وحدة جنسيته ويجمع كلمتها ويرفع قدرها وينمي ثروتها وكثير عمارتها ويقدم تجارتها ويصلح زراعتها ويحفظ حدوها وينور أفكارها فما رأى فضيلة في أمة إلا نقلتها إليها ولا مزية في موجود الأهل لها الحصول عليها وبهذا رأينا كل جنسي في أوروبا مرتبطة أفراها ببعضها ارتباط
أهل بيت واحد وأن توزعت الأهواء حول المشارب السياسية والمذاهب الدينية , ومن مبادئهم تعليم التاريخ مالي والوطني فيعرف كل تلميذ أوصل آبائه والمتقلبين في وطنه وأدوار عمرانه وأسباب تقدمه وتأخره والعوارض التي طرأت عليه من خير وشر والأمم التي هاجمته والتي تتاخمه والتي توأد أهله واليت تنافرهم ومن تاريخ يعلم الرجال الذي خدموا وطنه من سياسيين وحربيين وكتاب وفضلاء فترى الأمة سارية خلف رجال الطبقة الأولى من المدربين على الأعمال معضدين آراءهم معارضين أعداءهم فإذا شرع العظيم منهم في مشروع نافع للوطن وأهله رأى الأمة أمامه منادية بصوته مؤيدة مبتكراته فيقوى بذلك عزمه ويسهر في طلب راحة الأمة وتقدمها فرحاً بمعرفة الأمة لقدره مسروراً بتدوين الأمة لتاريخه إذ لا بد لكل إنسان من غرض ذاتي مهما كانت حرية ضميره في أعمله ولا غرض لخدمة الأوطان والأمم من كبار الرجال إلا حفظ تاريخ حياتهم بين الأمة التي يخدمونها ويتركون لذائذهم ومشتهياتهم في جانب تمتع الأمة بنتائج أفكارهم التي تركوا اللذائذ والمشتهيات لأجلها وفي مقدمة رجال الهمم والآثار الملوك والوزراء فترى صورهم مرتسمة