تولدت لغة لا هي عربية ولا هي عجمية وسميت باللغة العامية ولضرورة اختلاط العرب بالمستعمرين وتوحيد المعاملة بينهم تناقلوا عنهم بعض كلمات محرفة أو مصحفة أو تغير بعض حروفها وبتوالي الفتح والاختلال ومزاحمة اللغات للغة العربية وأخذ العرب ما ليس من لغتهم بضرورة الاجتماع المدني كادت اللغة أن تفقد وتذهب شذر مذر فقام لحفظها وتدوينها أناس خصصوا أنفسهم لخدمة هذه اللغة الشريفة وكتبوا فيها الكتب الكثيرة وأفردوا بعضها بكتب فمنهم من كتب في الأفعال ومنهم من كتب في الأسماء ومنهم من كتب في الأضداد ومنهم من كتب في الاشتقاق ومنهم من كتب في أوصاف الخيل ومنهم من كتب في المترادفات ومنهم من كتب في أصل اللغات ومنهم من كتب في الدخيل ومنهم من كتب في الفصيح ومنهم من كتب في الصحيح ومنهم من كتب في الشعر الجاهلي ومنهم من كتب على أمثال ومنهم من كتب على لغة القرآن ومنهم من كتب على لغة الحديث ومنهم من كتب في طرق الرواية ومنهم من كتب في رسوم الخط ومنهم من كتب في قرآات القرآن حتى حيطت اللغة وكتابتها بالحصون المانعة من سقوطها ولا نحصى المؤلفين فيها وإنما نخص بالذكر من اشتهروا وتداولت كتبهم كالجوهري فإنه جمع في صحاصه أربعين ألف مادة والمجد الفيروز بادي فإنه جمع ستين ألاف مادة وابن منظور الأفريقي فإنه جمع ثمانين ألف مادة ولا أدري كم جمع محمد ابن الحسين الزاغولي في كتابه قيد الأوابد فإنه أربعمائة مجلد في التفسير والحديث والفقه واللغة وقد خص اللغة منها حكاية مجلد فصدق قول المجد أن لغة الغرب ذهبت شماطيط أي متفرقة شيئاً فشيئاً ولما كان حفظ المفردات