سطعت أشعتها فحيرت النهى ... في الوصف والتعريف والتبيان
عكست حقائق من تراه فباقل ... بفصيحها يعلو على سحبان
وبجود ما در في حماها أذهبت ... عن حاتم ما نال بالإحسان
حملت على الراحات حال زفافها ... وعيونها ترنو إلى العدوان
فحذار منها فهي فتنة دهرها ... تدعو التقي لسحة البهتان
عجباً لا رباب النهى لعبت بهم ... هذي العتيقة ومظهر العصيان
أي المحاسن أبصروا في وجها ... وهي العتيقة من قديم الزمان
أم الخبائث بنت عسلوج الهوى ... أخت الحشائش زوجه الشيطان
ومن زفها من خدرها لفؤاده ... صرعته عند مزالق الأطيان
وإذا تستر في ترشفها بدت ... من فيه تفضحه لدى الإخوان
وإذا مشى لعبت به من مكرها ... ليقال هذي مشية السكران
وإذا تمكن سهمها من فتية ... تركتهم في الحان كالأوثان
وإذا غلت في جوف شخص كدرت ... بالقئ منه مجالس الندمان
كم حسنت فعل القبيح لشارب ... فعود بعد الهدى في كفران
فهي التي ما مزجت في منزل ... نور الصلاح ولا ضيا الإيمان
حملت صواحبها على طرح الحيا ... فبذلن عرضا بعد حسن صيان
ويكرها كحلت عيون رجالها ... فتصادموا كتصادم وكثرة النسيان
خرقوا بها الأكباد جهلاً فانتهوا ... للسقم بل لمدارج الأكفان
صرفوا النفيس من النفوس ودرهم ... وغدوا لا شرف ولا اكنان