يا للرجال لغادة لعبت بنا ... لعب الهواء بلين الأغضان
خطرت بدرع الحرب وهي تغزنا ... من كيدها ببراقع المسوان
بنت يسفه رايها أحلامنا ... وتطير في الأحشاء والأذهان
تبدي لنا بشر المشوق وقلبها ... من شدة الأحقاد في غليان
من أطلق الهيفاء بعد جناية ... وقضاه شيخ العصر سجن قناني
إن زرتها في الدن قبل وصالها ... أبدت الكرام وخشية الخجلان
فغذا رشفت رضابها من كأسها ... فتحت عليك معامع الشجعان
لا تعجبوا من فعلها فهي التي ... في خدرها شبت على النيران
صبحت رجال الدير دهرا وانثنت ... تسبي النهي بمخايل الكيان
تهوى الوثوب وفعل أرباب الصبا ... فتحسن الطيران للنشوان
تأتيك في تيه العذارى خدعةً ... وتريك عند الوصل فعل الجان
عجباً لها مع ضعفها لا تتقي ... بطش الملوك وصولة الفرسان
تأتيهم والجند من حول الحمى ... تحت السلاح ولا تخاف الجاني
وتسير دون تهيب في خفة ... تحت اللثام على أكف غواني
فإذا رمت ذلك اللثام وزغردت ... جذبتهم للرقص كالغلمان
وإذا استجاشت زمرة الأعضا رمت ... ليث الحروب على بساط هوان
وأباحت الخدّام عند ملوكهم ... وقت الصفا حرية الصبيان
ذلت لسطوة حكمها دول الورى ... من غير ما حرب ولا أعوان
خفت فطارت بالعقول وخلفت ... تلك الجسوم بحالة الحيران