على الحقائق ثم انقشعت تلك السحب وتبين لأعاظم الناس فساد تلك الآراء حتى لبعض رجال انكلترة فخمدت ثورتها المصطنعة كل ذلك والأستاذ ثابت القدم لم تتزلزل قواعد أركانه بالرعود الوهمية. ولقد كان معظم الجرائد العربية في مصر خصوصاً المؤيد والإهرام والوطن وبعض الفرنساوية فيها وفي أوروبا خصوصاً الفار والكوريه دي فرائس تدافع عن الأستاذ وتبين مقاصد تلك الجرائد السيئة بما استحقت عليه الشكر والثناء.
وكان الفضل الأكبر في رعاية الأستاذ والعناية به لأَثبت أمراء الوقت جأشاً وأحسنهم سيرة وسيراً سيدي وأميري وولي نعمتي وحافظ حياتي مولاي عباس باشا حلمي الثاني ورجل مصر ووحيدها ذي الهمة العالية والدولة مصطفى رياض باشا وإخوانه النظار الكرام فإنهم علموا من أخلاص الأستاذ في خدمة سلطانه وأميره ووطنه وإخوانه ما استمالهم للعطف عليه وتوجيه العناية إليه ولا أنسى همة بعض قناصل الدول في دفع الثائرين على الأستاذ خصوصاً ما كان من عناية قنصلي دولتي فرنسا والروسيا المحترمين كما لا أنسى التأثر الذي حصل في نفوس جميع المصريين وإشفاقهم على جريدة قامت بينهم مقام الخطيب الواعظ حتى كثر اللغط في المدن والقرى والكفور وانقبضت النفوس من هيجان تلك الجرائد عليه بغير حق بعد أن عرفهم حقوقهم وثمرة الاختلاط بالأوروبي ونزع من النفوس ما غرسه أصحاب الغايات الفاسدة من النفرة والتباغض والتحاسد وبين لهم الجرائد المخلصة في خدمتهم والتي تخدم غيرهم باسمهم فأثني على أصحاب المكاتيب التي لا أحصيها الواردة في هذا الشأن وأقول لهم مازلت أحثكم على التمسك بحب أميركم والانقياد له ولحاكمكم وحسن معاشرة الأوروبي