-ق7ب-
أولى بذلك لأنهم كانوا أعلم بلسان العرب ولسألوا نبيهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك كما سألوه عن الصلاة عليه إذ كان للصلاة عندهم وجوه، وكما سألوه عن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وكان البحث عن معرفة كيفية الصفات أولى ولكنهم علموا أن الأصول إلى معرفة كيفيتها تأويلا ولا تمثيلا ولا تشبيها، فلما إن لم تجد هذه العصابة التائهة عن الحق تعطيل صفات الله إلا بالتأويل ولم يكن لهم طريق إلى أهل العلم ولا قبول استروحت إلى الهمج والرعاع في العامة التي لا يعرف حقا ولا باطلا فسبغت على الصحابة والتابعين بروايتهم صفات الله عز وجل وزعمت أنهم نقلوا عن نبيهم التشبيه وتأولوها لهم بعقولهم الفاسدة وأرائهم الخبيثة وقصدوا بذلك تكفير الصحابة والتابعين الذين نقلوا هذه الصفات مع نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التفكر فيها ولم يرضوا بذلك حتى وضعوا في كتبهم الكفر الصراح وأدعية على أصحاب نبيهم صلى الله عليه وسلم ذكروا أن الله عز وجل يأتيهم عشية عرفة في قفص من ذهب على جمل أحمر وأن الله تعالى لما أراد أن يخلق نفسه أجرى خيلا فخلق نفسه من عرقها وأن الرب عز وجل محمول على كواهل الملائكة وأن الله يكشف لأولياءه غدا في القيامة عن ساق أشعر مع أشباه من هذا كثيرة ادعتها على رواة الآثار بأنهم رووها عن الصحابة والتابعين رجاء تبطيل (كذا بالأصل ويحتمل إبطال) الدين وإطفاء الإسلام فأبى الله عز وجل إلا أن يظهر دينه ويجعل كلمة أهل الآثار من الصحابة والتابعين العليا وكلمتهم السفلى منة من الله عز وجل وفضلا هـ.