قال الشيخ نقول وبالله التوفيق أن الله عز وجل وصف نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه فذكر الوجه الباقي بعد فناء الوجوه وذكر اليدين اللاتين خلق بهما آدم وقال بل يداه مبسوطتان وذكر السمع والبصر فقال إنني معكما أسمع وأرى
-ق7أ-
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة فقال يقع في كف الرحمن وإنه ليس بأعور، وإنه صمد، وإنه ينزل لفصل القضاء، وإنه استوى على عرشه وإنه يغضب ويرضى ويحب ويبغض في سائر ما ذكر في صفاته وكانت هذه الصفات مفهومة عند العرب رواه الخلف العدول عن السلف المختار للبلاغ والإبلاغ عن (غير واضح بالأصل ويحتمل نيتهم) من الصحابة والتابعين لا يطعن فيها إلا ملحد ورووا مع هذه الصفات فهم النبي صلى الله عليه وسلم عن التفكر في كيفيتها فقال صلى الله عليه وسلم لا تفكروا في ذات الله فإنكم لا تقدرون قدره وأعلمهم أنه لا يستدرك كيفية هذه الصفات بتمثيل ولا تشبيه ولا تأويل فعلموا حينئذ أن السؤال عن كيفيتها مستحيل وإنها لا يستدرك ذلك بوجه من الوجوه ون الإيمان بها واجب فنقلوها مع النهي عن التفكر فيها إلى أن ظهرت أئمة الضلالة، ليس لهم ذكر في معرفة أهل القرآن وعلومه ولا في رواة الآثار وما قبلها ولا أهل الفقه وعلوم أحكامه فزعمت أنهم ينفون عن الله التشبيه فشبهت وجه الرحمن الباقي بوجه الثور، ووجه الأمر، وشبهت الضحك من الله بالزرع والنخل إذا انفترت، وتأولت اليدين بنعمتين وكذلك سائر الصفات التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه وأئمة أهل العلم عن التفكر فيها إذ لا يستدرك حقيقة كيفيتها، في جهة من الجهات ولو جاز الكلام في معانيها لكانت الصحابة