أرى الباكين فيك معي كثيراً ... وليس كمن بكى من قد تباكى
ويا من نوى سفراً بعيداً ... متى قل لي رجوعك من نواكا
جزاك الله عني كل خير ... وأعلم أنه عني جزاكا
فيا قبر الحبيب وددت أني ... حملت ولو على عيني ثراكا
سقاك الغيث تهتاناً وإلا ... فحسبك من دموعي ما سقاكا
ولا زال السلام عليك مني ... يزف على النسيم إلى ذراكا
قال أبو سعيد من رثاء في بني أمية:
بكيت وماذا يرد البكا ... وقل البكاء لقتلى كدا
أصيبوا معاً فتولوا معاً ... كذلك كانوا معاً في بجا
بكت لهم الأرض من بعدهم ... وناحت عليهم نجوم السما
وكانوا ضيائي فلما انقضى ... زماني بقومي تولى الضيا
وقال فيهم أيضاً وتروى هذه الأبيات للعبلي:
أفاض المدامع قتلى كدا ... وقتلى بكثوة لم ترمس
وقتلى بوج وباللابتين ... بيثرب هم خير ما أنفس
وبالزابيين نفوس ثوت ... وأخرى بنهر أبي فطرس
أولئك قوم أناخت بهم ... نوائب من زمن متعس
إذا ركبوا زينوا الراكبين ... وإن جلسوا زينة المجلس
هم أضرعوني لريب الزمان ... وهم ألصقوا الرغم بالمعطس
فما أنس لا أنس قتلاهم ... ولا عاش بعدهم من نسي