وعشنا بخير في الحياة وقبلنا ... أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
فتى كان أحيا من فتاة حيية ... وأشجع من ليث إذا ما تمنعا
تقول ابنة العمري مالك بعدما ... أراك قديماً ناعم الوجه أفرعا
فقلت لها طول الإساءة ساءني ... ولوعة حزن تترك الوجه أسفعا
قال زهير يرثي بعض من يعز عليه:
أراك هجرتني هجراً طويلاً ... وما عودتني من قبل ذاكا
عهدتك لا تطيق الصبر عني ... وتعصي في ودادي من نهاكا
فكيف تغيرت تلك السجايا ... ومن هذا الذي عني ثناكا
فلا والله ما حاولت غدراً ... فكل الناس يغدر ما خلاكا
وما فارقتني طوعاً ولكن ... دهاك من المنية ما دهاكا
فيا من غاب عني وهو روحي ... وكيف أطيق من روحي انفكاكا
وليتك لو بقيت لضعف حالي ... وكان الناس كلهم فداكا
يعز علي حين أدير عيني ... أفتش في مكانك لا أراكا
ختمت على ودادك في ضميري ... وليس يزال مختوماً هناكا
لقد عجلت عليك يد المنايا ... وما استوفيت حظك من صباكا
فوا أسفي لجسمك كيف يبلى ... ويذهب بعد بهجته سناكا
وما لي أدعي أني وفي ... ولست مشاركاً لك في بلاكا
تموت وما أموت عليك حزناً ... وحق هواك خنتك في هواكا
ويا خجلي إذا قالوا محب ... ولم أنفعك في خطب أتاكا