إن الحبيب من الأحباب مختلس ... لا يمنع الموت بواب ولا حرس

فكيف تفرح بالدنيا ولذتها ... يا من يعد عليه اللفظ والنفس

لا يرحم الموت ذا جاه لعزته ... ولا الذي كان منه العلم يقتبس

قد كان قصرك معموراً له شرف ... فقبرك اليوم في الأجداث مندرس

قال ابن الزقاق هذه الأبيات وأوصى أن تكتب على قبره:

أإخواننا والموت قد حال دوننا ... وللموت حكم نافذ في الخلائق

سبقتكم للموت والعمر طيه ... وأعلم أن الكل لا بد لاحقي

بعيشكم أو باضطجاعي في الثرى ... ألم نك في صفو من العيش رائق

فمن مر بي فليمض بي مترحماً ... ولا يك منسياً وفاء الأصادق

أمر أبو الصلت الإشبيلي أن تكتب هذه الأبيات على قبره:

سكنتك يا دار الفناء مصدقاً ... بأني إلى دار البقاء أصير

وأعظم ما في الأمر أني صائر ... إلى عادل في الحكم ليس يجور

فيا ليت شعري كيف ألقاه عندها ... وزادي قليل والذنوب كثير

فإن أك مجزياً بذنبي فإنني ... بشر عقاب المذنبين جدير

وإن يك عفو ثم عني ورحمة ... فثم نعيم زائد وسرور

حفرت هذه الأبيات على قبر ابن باق وهي من تصنيفه:

ترحم على قبر ابن باق وحيه ... فمن حق ميت الحي تسليم حيه

وقل أمن الرحمان روعة خائف ... لتفريطه في الواجبات وغيه

وإني بفضل الله أوثق واثق ... وحسبي وإن أذنبت حسب صفيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015