حسب الحمام لو أبقاهم وأمهلهم ... ألا يظن على معلومه حسنا
دخل عبد الله بن الفضل على أبي حفص الشطرنجي يعوده في علته التي مات فيها. فأنشده قوله:
نعى لك ظل الشباب المشيب ... ونادتك باسم سواك الخطوب
فكن مستعداً لداعي الفناء ... فإن الذي هو آت قريب
ألسنا نرى شهوات النفو ... س تفنى وتبقى عليها الذنوب
وقبلك داوى المريض الطبيب ... فعاش المريض ومات الطبيب
يخاف على نفسه من يتوب ... فكيف ترى حال من لا يتوب
ولأبي العتاهية:
لدوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى الذهاب
ألا يا موت لم أر منك بداً ... أتيت وما تحيف وما تحابي
كأنك قد هجمت على مشيبي ... كما هجم المشيب على شبابي
وجاء في قلائد العقيان:
أين الملوك ومن بالأرض قد عمروا ... قد فارقوا ما بنوا فيها وما عمروا
وأصبحوا رهن قبر بالذي عملوا ... عادوا رميماً به من بعد ما دثروا
أين العساكر ما ردت وما نفعت ... وأين ما جمعوا فيها وما اذخروا
أتاهم أمر رب العرش في عجل ... لم ينجهم منه لا مال ولا وزر
قال أبو العتاهية وله اليد الطولى في معاني الزهد:
إعمد لنفسك واذكر ساعة الأجل ... ولا تغرن في دنياك بالأمل