صالح آخر. فكان فيمون إذا قام في الليل في بيت له أسكنه إياه سيده استسرج له البيت نوراً وهو في غير مصباح حتى يصبح الصباح. فأعجب سيده ما رأى منه فسأله عندينه فأخبره به وقال له: إنما أنتم على باطل وهذه الشجرة لا تضر ولا تنفع. ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده لأهلكها وهو وحده لا ند له. فقال له سيده: افعل فإنك إذا فعلت هذا دخلنا في دينك وتركنا ما نحن عليه. فدعا فيمون فأرسل الله ريحاً فجعفت النخلة من أصلها. وأطبق أهل نجران على أتباع دين عيسى فمن هناك كانت النصرانية بنجران. وأما عبد الله بن ثامر فكان يجلس إلى فيمون كل يوم ويسمع منه شرائع النصرانية حتى فقه فيها وظهرت على يده الخوارق والمعجزات ودان الكل بدينه. فسار إليهم ذو نواسٍ واستدعى رأسهم عبد الله ابن تامر فأحذره وقال له: أفسدت علي أهل بلدي وخالفت ديني ودين آبائي. ثم أمر به فقتل وعرض على أهل نجران القتل فلم يزدهم إلا جماحاً. فخدد لهم الأخاديد وأوقد لهم ناراً ثم أمتحنهم. فجعل يقول للرجل والمرأة: إما أن تترك دينك وإما أن نقذفك في النار فيقول: ما أنا تارك ديني لشيء فيقذف فيها فيحرق. فبقيت امرأة ومعها صبي رضيع عمره سبعة أشهر فجزعت وتهيبت. فقال لها الغلام: يا أماه لا تنافقي فإنك على الحق ولم يكن يتكلم من ذي قبلٍ. فاحترقت وقتل وحرق ذو نواسٍ حتى اهلك منهم فيما قال ابن إسحاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015