391 اعلم أن العرب مهم الأمة الراحلة الناجمة. ألخيام لسكناهم والخيل لركوبهم والأنعام لكسبهم. يقومون عليها ويقتاتون من ألبانها ويتخذون الدفء والأثاث من أوبارها وأشعارها ويحملون أثقالهم على ظهورها. يتنازلون حلالا مفترقة ويبتغون الرزق في غالب أحوالهم من القنص وتخطف الناس من السبل. ويتقلبون دائماً في المجالات فراراً من حمارة القيظ تارة وصبارة البرد أخرى. وانتجاعاً لمراعي غنمهم. ارتياداً لمصالح إبلهم الكفيلة بمعاشهم وحمل أثقالهم ودفئهم ومنافعهم فاختصوا لذلك بسكنى الإقليم الثالث. فعمروا اليمن والحجار ونجداً وتهامة وما وراء ذلك لاختصاص هذه البلاد بالرمال والقفار المحيطة بالأرياف الأهلة بمن سواهم من الأمم في فصل الربيع وزخرف الأرض لرعي الكلاْ والعشب في منابتها والتنقل في نواحيها إلى فصل الصيف لمدة الأقوات في سنتهم من حبوبها. وربما يلحق أهل العمران أثناء ذلك ممرات من ضرارهم بإفساد السابلة ورعي الزرع مخضراً أو انتهابه قائماً وحصيداً. لاما حاطته الدولة وذادت عنه الحامية في الممالك التي للسلطان عليهم