361 كتب بعضهم إلى أمير: ضعني أكرمك الله من نفسك حيث وضعت نفسي من رجائك أصاب الله بمعروفك مواضعه وبسط بكل خير يدك (للقيرواني)
362 كل ذنبٍ يا أمير المؤمنين وإن عظم صغير في جنب عفوك. وكل زلل وإن جل حقير عند صفحك وذلك الذي عودك الله فأطال مدتك وتمم نعمتك. وأدام بك الخير ودفع بك الشر. هذه رقعة الواله التي ترجوك في الحياة لوائب الدهر. وفي الممات لجميل الذكر فإن رأيت أن ترحم ضعفي واستكانتي وقلة حبلتي وأن تصل رحمي وتحتسب فيما جعلك اله له طالباً وفيه راغباً فأفعل. وتذكر من لو كان حياً لكان شفيعي إليك.
(فلما وقف المأمون عليها بكى على أخيه الأمين ورق لها وكتب إليها الجواب:) 363 وصلت رقعتك يا أماه (حاطك الله وتولاك بالرعاية) ووقفت عليها ساءني شهد الله جميع ما أوضحته فيها لكن الأقدار نافذة والأحكام جارية والأمور متصرفة والمخلوقون في قبضتها لا يقدرون على دفاعها. والدنيا كلها إلى شتات. وكل حي إلى ممات والغدر والبغي حتف الإنسان والمكر راجع على صاحبه. وقد أمرت برد جميع ما أخذ لك. ولم تفقدي ممن مضى على رحمة الله إلا وجهه وأنا بعد ذلك لك على أكثر مما تختارين والسلام.