النصر والإقبال وصنائع الله الجميلة المفعمة السجال المنثالة في البكر والآصال لله المنة والشكر هذا موجبه إليكم التعريف أنه لما ورد خديمكم المرعي الملحوظ الرزيلي على مرسى ثغر أسفي المحروس بالله وأسلم كتابكم المصحوب معه لخدامنا الذين بالثغر بادروا بوصوله إلينا في الفور فوقفنا منه على جميع ما أودعتم فيه من تقرير المحبة وتأسيس الهدنة بين الجانبين. إلى ما أشرتم إليه في شأن الأسارى الفرانصيين الذين رغبت من مقامنا العلي تسريحهم فأخذنا في ذلك أتم الأخذ وأكمله إلى أن استوفى ذلك على أحسن وجه وأجمله وأجبناكم عن فصول كتابكم كلها فوجهنا به وبالنصارى المذكورين صحبة خديمنا الوجيه الأثير النبيل النبيه القائد يحي بن محمد الجناتي قصد أن يلتقي مع خديمكن المذكور إن تأتي له الاجتماع معه في البر وإن تعذر عليه ذلك يبعث لخديمنا من يقوم مقامه ممن هو مثله وبمثابته في أعراضكم ليسلم له النصارى المذورين ويتكلم معه في أغراض الجانبين ثم إن خديمنا المذكور لما بلغ ثغر أسف فقد خديمكم من المرسى فسأل عنه فقيل له. قد اقلع منذ أربعة أيام. فاقتص بعض الخدام أثره في البحر فلم يجد له أثراً هذا وقد كان خديمكم على علم ويقين أن خديمنا المذكور قادم إليه وفي أثناء الطريق فقلق قبل وصوله والخديم الذي يكون بصدد أغراض ضيفه لا يستفزه شيء عن قضائها ولا ينبغي له الانزعاج قبل استيفائها فعرفناكم بالواقع